يقول ييفغيني سافين: "أنا في حالة من الفرح الغامر. لقد قمنا ببناء فريق قادر على المنافسة مع أبويل. هذه مجرد بداية." في ليلة أغسطس، يتواجد رئيس نادي كراسافا إني ييبسوناس لكرة القدم في أحد المواقع العلوية في استاد أموخوستوس في لارنكا، حيث يراقب الملعب الفارغ من حوله.
تأسس نادي كراسافا في الأصل في روسيا قبل أربع سنوات، ثم تمت إعادة تسجيليه في قبرص بعد بداية الغزو الروسي الكامل لأوكرانيا. ورغم هزيمته 2-1 في أول مباراة له في القسم الأول ضد فريق أبويل نيقوسيا، إلا أن سافين يعتبرها خطوة ناجحة.
كان سافين لاعب كرة قدم محترفاً في السابق وتم استدعاؤه إلى منتخب تحت 21 عاماً الروسي في العقد الأول من القرن العشرين. عقب انتهاء مسيرته الرياضية، انتقل إلى الإعلام وعُين كمقدم برامج في تلفزيون Match Channel. في عام 2018، أسس قناة على منصة الفيديو الشهيرة حيث ناقش القضايا الروسية من منظور رياضي.
استثمر سافين بالفعل حوالي 1.5 مليون يورو من أمواله الخاصة في النادي، وقد ساعدت الرعاية من ملياردير روسي في تحقيق الصعود إلى القسم الأول بعد أربع مواسم فقط من تأسيس النادي. على الرغم من هذه النجاحات، تعاني حياته الشخصية بسبب استقلاله عن عائلته في روسيا.
بعد مغادرته روسيا في فبراير 2022، اختار سافين قبرص كنقطة انطلاق جديدة لناديه. اشترى ترخيصاً لنادٍ محلي في إحدى ضواحي ليمسول، وبدأ العمل على إعادة بناء كراسافا. ورغم أن النادي الجديد ليس هو نفس الكيان القانوني القديم، إلا أن الألوان والشعار والقيم الأساسية حُفِظت.
قام سافين بتجهيز مكتب بسيط في منشأة تدريب نادي كراسافا، حيث يتمتع بانسجام جميل مع طاقمه. رغم الظروف، يعمل جميع الموظفين بجد لتحقيق النجاح، مع التركيز على تقديم صورة مثالية لنادي كرة القدم.
يستهدف كراسافا المهاجرين من الدول السوفيتية السابقة كقاعدة معجبين. ويدعم النادي الفئات الناطقة بالروسية والأوكرانية من خلال تقديم جلسات تدريب مجانية للأطفال. يحظى كراسافا بشعبية متزايدة بين هذه المجتمعات، حيث يلتقي الناس في أجواء من التعاون والاحترام.
يؤكد سافين أنه يخطط للمشاركة في مسابقات النادي الأوروبية ويأمل أن يتعرف العالم على كراسافا وتاريخه الملهم. يقول: "الخطوة التالية هي التأهل لمسابقة النادي الأوروبية، حتى يتمكن الجميع من معرفة قصتنا."
في الختام، يواصل سافين بنجاح بناء كراسافا في قبرص، مع الأمل والطموح للتحليق عالياً في عالم كرة القدم. تظل رحلته المستمرة رمزًا لعزم الأفراد على تحقيق أحلامهم رغم التحديات التي تواجههم.